اليرسنية الطاعونية هي عامل داء الطاعون plague المعروف بجائحاته التاريخية وهو يصيب القوارض ومنها ينتقل للانسان ، عرف مرض الطاعون منذ أكثر من ألفي سنة وأولی جائحاته التاريخية كانت في عهد الامبراطورية البيزنطية (طاعون جوستینیان) عام 542 ميلادية والذي بدأ انتشاره من مصر أو اثيوبيا وامتد لستين عاما وحصد ما يقارب 100 مليون من البشر ودمر مدنا بكاملها .
أما ثاني جائحاته التاريخية فكانت في القرن الرابع عشر ( الطاعون الاسود Black plague) حيث ابتدا المرض في آسيا الوسطى وانتشر في أوروبا، والشرق الادنى والهند والصين، وقد لعبت الجرذان ، ورذاذ الفم المنطلق من افواه ضحايا الطاعون دورا أساسيا في انتشار المرض ففي أوروبا وحدها قضى هذا الوباء على 25 مليونا من البشر .
بعد الجائحة التاريخية الثانية أصبح هذا المرض متوطنا في المناطق التي تكثر بها الجرذان لينطلق منها من وقت لآخر بشكل جائحات محدودة استمرت حتى القرن السابع عشر حيث تمكن العالم يرسن Yersin في الجائحة الثالثة من عزل هذه الجراثيم في هونغ كونغ عام 1894 من اعضاء جرذ میت بالطاعون وايضا من قيح من العقد اللمفية لانسان مصاب بالطاعون الدبلي واستطاع هذا العالم نقل هذا المرض بين الجرذان عن طريق التلقيح واستنتج أن الطاعون عند الانسان والجرذ سببه الجرثوم ذاته .
أما ثاني جائحاته التاريخية فكانت في القرن الرابع عشر ( الطاعون الاسود Black plague) حيث ابتدا المرض في آسيا الوسطى وانتشر في أوروبا، والشرق الادنى والهند والصين، وقد لعبت الجرذان ، ورذاذ الفم المنطلق من افواه ضحايا الطاعون دورا أساسيا في انتشار المرض ففي أوروبا وحدها قضى هذا الوباء على 25 مليونا من البشر .
بعد الجائحة التاريخية الثانية أصبح هذا المرض متوطنا في المناطق التي تكثر بها الجرذان لينطلق منها من وقت لآخر بشكل جائحات محدودة استمرت حتى القرن السابع عشر حيث تمكن العالم يرسن Yersin في الجائحة الثالثة من عزل هذه الجراثيم في هونغ كونغ عام 1894 من اعضاء جرذ میت بالطاعون وايضا من قيح من العقد اللمفية لانسان مصاب بالطاعون الدبلي واستطاع هذا العالم نقل هذا المرض بين الجرذان عن طريق التلقيح واستنتج أن الطاعون عند الانسان والجرذ سببه الجرثوم ذاته .
وفي عام 1897 استطاع العالم هافكين Haffkine تحضير لقاح الطاعون . وقد بين العالم سيموند Simond عام 1898 دور البرغوث في نقل الجرثوم، وفي عام 1944 اكتشف العالم مایر Meyer فعالية الستربتوميسين في معالجة الطاعون .
ورغم أن الاصابات بالطاعون أصبحت نادرة في السنوات الأخيرة، ولكن لا تزال بعض المناطق موبوءة وبخاصة في أفريقيا الوسطى وأمريكا الشمالية ( البرازيل، البيرو المكسيك,غربي الولايات المتحدة وبعض مناطق آسیا (کردستان الايرانية ,القوقاز, کمبوديا . فييتنام ). وقد سجل عام 1977 ما يعادل 1477 اصابة بالطاعون وعام 1978 ما يعادل 766 اصابة .
ورغم أن الاصابات بالطاعون أصبحت نادرة في السنوات الأخيرة، ولكن لا تزال بعض المناطق موبوءة وبخاصة في أفريقيا الوسطى وأمريكا الشمالية ( البرازيل، البيرو المكسيك,غربي الولايات المتحدة وبعض مناطق آسیا (کردستان الايرانية ,القوقاز, کمبوديا . فييتنام ). وقد سجل عام 1977 ما يعادل 1477 اصابة بالطاعون وعام 1978 ما يعادل 766 اصابة .
خصائص اليرسنية الطاعونية Yersinia pestis الجرثومية
عصيات قصيرة بیضوية الشكل (عصیات مكورة Coccobacillus) بطول 1.5-1.8 مكم وعرض 0.5-0.8 مكم ، غير متحركة ، غير مبذرة ، وهي ذات محفظة في بعض الحالات وبخاصة عند عزلها مباشرة من العينات المرضية أو في مزروعها بالمرق المضاف اليه المصل بدرجة حرارة 37 . وهي سلبية الغرام وذات تلون قطبي ويمكن تلوين المحفظة بالحبر الصيني.
يصيب الطاعون الحيوانات القوارض وبخاصة الجرذ ، وتحصل العدوى من حيوان لآخر عن طريق البرغوث الذي يمتص دم حيوان مصاب وينقله الى حيوان سليم . وعندما تدخل هذه الجراثيم أمعاء البرغوث فانها تتكاثر هنالك وتسد لمعة الأمعاء لدرجة أن الغذاء لا يستطيع أن يمر عبرها مما تدفع بالبرغوث للقيء الممزوج بالجراثيم وعندما يلدغ البرغوث الجائع انسانا يلوث مكان اللدغ بالعصيات الطاعونية التي تنفذ إلى الجسم .
وعندما يصاب إنسان بالطاعون الرئوي يحصل عنده التهاب رئوي، ويكون رذاذ سعاله غنيا بالعصيات الطاعونية ، وان هذا الرذاذ المنطلق شديد العدوى عن طريق الهواء وبسبب الإصابة الرئوية مباشرة عند الإنسان ، وان بعض ذراري العصيات الطاعونية شديدة الفوعة virulence لدرجة أن جرثومة واحدة تكفي لقتل الانسان .
وحينما تدخل العصيات الطاعونية من خلال لدغة البرغوث او عن طريق التنفس فانها تنتشر بوساطة الأوعية اللمفية لتصل للعقد اللمفية المنطقية ، وعلى امتداد الأوعية والعقد اللمفية تشاهد التهابات نزفية وانتفاخات في العقد مکونة الدبل ونشاهد الدبل في المغبن والإبط والعنق .
ثم ينتقل الجرثوم من الأوعية اللمفية الى القناة الصدرية ، فالدم ، وينتشر في سائر الأجهزة والاعضاء وبخاصة في الطحال والكبد والرئتين ، ويؤدي الى تنخر الأنسجة المتنية (البرانشیم) والتهاباتها كما ينتشر الطاعون في الصفاق والشغاف و قد يسبب التهاب السحايا ، وعندما يتكاثر الجرثوم في الدم بسبب انتان الدم sepsis .
أمراض اليرسنية الطاعونية Yersinia pestis
تسبب هذه الجراثيم الطاعون وهو مرض يصيب الحيوانات القوارض البرية والداجنة ويمكن أن ينتقل الى الانسان عن طريق لدغ البراغيث وبخاصة براغيث الجرذ .
يتميز الطاعون بفترة حضانة تمتد من عدة ساعات حتى خمسة أيام ، ثم يبدأ المرض بصورة مفاجئة وعنيفة وبارتفاع درجة الحرارة 40-41 درجة مئوية، برداء ، صعوبة في التنفس ، تسرع القلب ، صداع أليم ، عطش شديد ، غثيان ، إقياءات وإمساك ،وهذه الأعراض العامة هي إنتان سمي خطير يترافق مع الأشكال الثلاثة لمرض الطاعون وهي :
1- الطاعون الدبلي Bubonic plague
وهو الأكثر شيوعا يتصف بتضخم العقد اللمفية المؤلم مع تشكل دبل بشکل سریع وذات حجم متفاوت وبخاصة في منطقة اللدغ کتضخم العقد المغبنية وعقد المنطقة الرقبية والرأسية حيث تكون مكشوفة للدغ البراغيث ، كما يمكن أن نشاهد أحيانا التهابا موضعيا في مكان دخول الجراثيم .
وهذه الدبل إما أن تتراجع وهذا نادرا او تتقيح وهو الغالب ثم ينتقل الجرثوم الى الدم وبموت المريض بين اليومين الخامس والسادس بعد ظهور الأعراض بانتان الدم spsis وتبلغ نسبة الوفيات 40-90%
2- الطاعون الرئوي Pulmonary plague
يحدث نتيجة دخول هذه الجراثيم مباشرة الى الجهاز التنفسي أو عن طريق الأوعية اللمفية بعد الإصابة بالطاعون الدبلي ویبدو بشكل التهاب رئوي يترافق بأنزفة وقشع مدمی و هو شديد الخطورة ويؤدي الى الموت خلال ثلاثة أيام وتبلغ نسبة الوفيات90-100%
3- الطاعون الانتانمي Septicemic plague.
وهو الشكل النهائي سواء للطاعون الدبلي او الطاعون الرئوي أو يحدث مباشرة دون ظهور الأعراض الرئوية أو ظهور الدبل وهو نادر ويظهر بخاصة عند الاطفال والولدان ويؤدي لموت سريع نتيجة لحدوث انزفة جلدية شديدة مع انسياب للدم خارج الاوعية وبول مدمی ، وفي سائر الأحوال يؤدي الطاعون الانتانمي الی موت محتوم .
تشخيص مرض الطاعون
يتم تشخيص المرض باستخدام الكشف المباشر عن العامل الممرض وهو اليرسنية الطاعونية (عن طريق الزرع الجرثومي و التحاليل الجنينية PCR) من العينات المأخوذة من المريض ذات الصلة (سوائل الجسم، زرع الدم ، البلغم) مع مراعاة مستوى السلامة في المخبر وهو مستوى S3.
يكشف الفحص المجهري التوجيهي عن عصيات سلبية الغرام تشبه دبابيس الأمان. يمكن استخدام الأجسام المضادة المحددة لتأكيد الشك وذلك باستخدام الفحص المجهري المناعي التألقي Immunofluorescence microscopy.
يتم إجراء تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) في مختبرات خاصة.
علاج مرض الطاعون
نسبة الوفيات عند مرضى الطاعون الغير معالج تقع بين 50-60% و100% عند مرضى الطاعون الرئوي الغير معالج.
علاجيا يستعمل الستربتوميسين لمدة 10 أيام فهو يشفي معظم الاصابات بالطاعون الدبلي ، كما أنه يؤثر في الطاعون الرئوي بشرط أن تكون المعالجة مبكرة . أما الطاعون الانتانمي فلا تأثير لأي دواء عليه وهو دائما ما يقضي على حياة الانسان ، كما أن التتراسكلين والفلوركينولون Fluorchinolone والأمينوغليكوزيدات كالجنتاميسين والسلفاميدات خيارات بديلة وتعطي نتائج جيدة .