المكورات العنقودية المذهبة Staphylococcus aureus

المكورات العنقودية المذهبة منتشرة بكثرة في الطبيعة (الهواء, المياه, التربة) و غالبا ما تعيش على الجلد و المخاطيات وفي الفجوات الطبيعية للانسان و الحيوان و في بعض الحالات التي يتم عزلها من انسان ما , لا يعني بالضرورة أنها المسؤولة عن الحالة المرضية ما لم نتأكد من ذلك آخذين يعين الاعتبار انتشارها الواسع آنف الذكر.

شكليا هي عبارة عن مكورات غير متحركة تجتمع بشكل أفراد أو أزواج و لكن غالبا ما تجتمع بشكل كتل صغيرة تشبه العناقيد في العينات المرضية و كذلك في المزارع الجرثومية و تتلون بملون غرام (ايجابية الغرام) .

اكتشفها العالم باستور عام 1880 في قيح الدمامل و أطلق عليها العالم أوغستون عام 1881 اسم المكورات العنقودية Staphylococcus بسبب شكلها المكور و تجمعها عنقودي الشكل.

تفرز المكورات العنقوديات الكثير من الذيفانات التي تساعدها على الغزو و التكاثر(الفوعة) أهمها الذيفان القاتل للكريات البيضاء PVL و الذيفان الحال للبشرة ( يسبب الآفات الجلدية القيحية الفقاعية) و الذيفان المعوي ( يسبب التسمم الغذائي بالمكورات العنقودية) .

كما تفرز العديد من الأنزيمات أهمها أنزيم المخثراز (Coagulase) (و هو ما يسبب خثرات داخل الاوردة و يكون السبب الأساسي في إنتان الدم ) و تفرزالعنقوديات أيضا أنزيم البنسيليناز بما يعرف بـ ß-lactamase الذي يفكك البنسيلين أو الصادات من مجموعة البيتا لاكتام مما يجعل هذه الصادات غير فعالة و يجعل بالتالي هذه الجراثيم مقاومة لهذه الصادات.

تتواجد العنقوديات عند 30-50% من الاشخاص في الأنف و البلعوم و على الأيدي و في الأمعاء, و لذلك يمكن أن تتم العدوى مباشرة , أو بطريقة غير مباشرة بوساطة الهواء و الغبار و الألبسة و الأغذية و الأيدي الوسخة و أحيانا الاصابة بهذه المكورات تكون شديدة الخطورة و لا سيما في المجتمعات (كالمدارس و المشافي) و غالبا ما تكون العنقوديات المسؤولة عنها مقاومة للصادات ( المضادات الحيوية) و معندة على العلاج.

و غالبا ما تخترق العنقوديات الجلد على إثر جرح أو سحجة أو تستعمر بصلة الشعر , ثم تبدأ بالتكاثر و اصطناع ذيفاناتها و إنظيماتها المختلفة التي تساعدها على اكتساح الأنسجة و تخريبها و تتميز إنتانات العنقوديات بأنها أنتانات قيحية تنخرية تترافق بآفات وريدية و خثرية.

أهم أمراض المكورات العنقودية المذهبة

1- الاخماج الجلدية و المخاطية في حال اصابة العنقوديات للطبقة السطحية و العميقة للجلد و تسبب الدمامل و الداحس و الخرجات و يمكن أن تكون الاصابة محدودة و يمكن أن تنتقل إلى الدم و تسبب إنتان دم sepsis.
و في حال تكرار الاخماج الجلدية و المخاطية بالعنقوديات يجب أن يتم التحري عن الاصابة بمرض السكري أو الاصابة بضعف مناعي.

2- التهاب الجيوب و التهاب الاذن و التهاب اللوزتين .

3- انتان الدم sepsis و غالبا ما يحدث كنتيجة تالية للاصابات المذكورة أعلاه و يصيب الاشخاص ضعيفي المناعة و الاطفال الرضع ويكون مميتا خلال ساعات في حالاته الشديدة أو يتظاهر بآفات قيحية متنقلة في الحالات الحادة.

و بفضل انزيم المخثراز يمكن أن تسبب العنقوديات في الدوران خثرات قد يكون نتيجتها آفات وعائية كالتهاب الاوردة و التهاب الاوعية اللمفاوية و أفات الرئة و آفات عظمية و مفصلية و آفات قلبية (كالتهاب شغاف القلب) و آفات بولية تناسلية (كالخراج حول الكلية) و آفات دماغية سحائية ( خراج دماغي , التهاب سحايا).

4- تسممات غذائية نتيجة لتلوث الاغذية بالمكورات العنقودية التي تتكاثر فيها و تصطنع ذيفان يسمى الذيفان المعوي (Enterotoxin) وفي حال تناول الانسان الطعام الملوث تظهر الاعراض بعد 2-3 ساعات نتيجة التهاب المعدة و الامعاء تترافق بإقياءات و اسهالات و غالبا مع يكون سير المرض سليما عند المرضى ذوي المناعة الجيدة.

5- التهاب الأمعاء و الكولون الحاد و يظهر هذا الالتهاب بعد تناول الشخص للصادات antibiotics (مضادات الجراثيم) ذات الطيف الواسع .