تعريف مرض السكري هو اضطراب في استقلاب السكر يحدث نتيجة لذلك يسبب زيادة في نسبة السكر في الدم لدى المرضى بشكل دائم مما يؤدي إلى تدمير الأوعية والأعضاء المختلفة على مر الزمن. لذلك ، ينبغي الكشف عن مرض السكري في وقت مبكر وعلاجه.
انواع مرض السكري
- النوع الأول يهاجم جهاز المناعة خلايا البنكرياس المسؤولة عن إنتاج هرمون الأنسولين مما يؤدي إلى انعدام أو نقصان الأنسولين في الجسم فيحدث ما يسمى النمط الأول من السكري، وهو شائع لدى الأطفال وقد يحدث خلال فترة البلوغ.
- النمط الثاني يحدث في حالة عدم قدرة الأنسولين على حرق السكر بالشكل الصحيح، وهو يصيب الإنسان في أي سن، إلا أنه شائع الحدوث بعد سن الأربعين.
- النوع الثالث هو ما يعرف بسكر الحمل حيث يصيب النساء الحوامل وهو حالة مؤقتة قد تنتهي بانتهاء الحمل أو تستمر لبعد الولادة.
اعراض مرض السكري
تسبب نسبة السكرالدم المرتفعة بشكل غير طبيعي مجموعة متنوعة من الأعراض في مرض السكري. وهذا ينطبق على الشكلين الرئيسيين لمرض السكري (النوع الأول والنوع الثاني من مرض السكري) بالإضافة إلى الأشكال النادرة.
وبالتالي ، تحدث أعراض حادة لمرض السكري خاصة عندما تخرج عملية استقلاب السكر عن مسارها وبالتالي يصبح معدل سكر الدم مرتفعًا للغاية و تحدث تغيرات قوية في توازن الماء والمعادن و في نفس الوقت هناك نقص حاد في الطاقة في خلايا الجسم وفي الجهاز العصبي المركزي. أهم أعراض مرض السكري الحادة هي:
تتفاوت أعراض مرض السكري حسب الفئات العمرية، فكما ذكر سابقا النمط الأول من السكري شائع عند الأطفال ، أما النمط الثاني قد يحدث في أي مرحلة عمرية.
وأيضا قد تتفاوت حسب الجنس، بحيث تظهر بعض الأعراض لدى أحد الجنسين لكنها لا تظهر في الآخر. ويختلف ظهور الأعراض باختلاف أنماط السكري، ففي النمط الأول تكون الأعراض مباغتة وسريعة وشديدة . أما في النمط الثاني تكون خفيفة إلى معتدلة في شدتها، وقد لا يشعر المريض بأية أعراض على الرغم من ارتفاع نسبة السكر في الدم .
وبشكل عام فإن أعراض ارتفاع السكر في الدم تتمثل بالآتي:
- الشعور الدائم بالعطش بشكل كبيرpolydipsia ، بحيث يصبح الماء الرفيق الدائم للمصاب بمرض السكري.
- الشعور الدائم بالحاجة إلى التبول polyuria، وذلك بسبب كثرة شرب الماء. ويلاحظ عند الأطفال المصابين بالنمط الأول تبلل الفراش أثناء النوم. الشعور بالتعب والدوار بشكل مستمر، والخمول والإعياء، بسبب نقص الطاقة الناتجة من احتراق السكر.
- الشعور بالصداع بشكل كبير.
- الإحساس بجفاف الفم والحلق.
- الإصابة بالإسهال أو الإمساك المزمن.
- تصبح الرؤية لدى المريض غير واضحة ومشوشة، بحيث يشعر وكأن ضبابا يعيق رؤيته.
- حدوث بطئ في التئام الجروح وشفائها، كما قد يصل الأمر إلى زيادة التهابها، خاصة في النمط الثاني من السكري.
- فقدان الوزن بشكل كبير، فعلى الرغم من تناول المريض كميات أكبر من المعتادة من الطعام، إلا أنه بسبب عدم احتراق السكر ووصوله إلى الخلايا، يؤدي إلى ضعف في العضلات وأعضاء تخزين الدهون وبالتالي ضمورها، وانخفاض الوزن بشكل كبير. وغالبا فقدان الوزن هو أول ما يلاحظ عند الأطفال المصابين بالنمط الأول من السكري. تصبح شهية الشخص المصاب مفتوحة لتناول الطعام في أي وقت وخاصة لدى الأطفال، وذلك بسبب انخفاض الطاقة في الجسم فيشعر المريض بالإعياء والتعب مما يولد الشعور بالجوع أو بمايعرف بالشره على الطعام polyphgia.
- التوتر والقلق الدائمين وسرعة الغضب لأتفه الأمور، خاصة لدى الأطفال الذين لم يتم تشخيصهم بعد بالنمط الأول من السكري. نشوء التهابات في اللثة والأسنان، وفي حال أهمل المريض الاهتمام بصحة الفم فإن ذلك سيؤدي إلى تدهورها.
- التهابات فطرية في المهبل لدى النساء المصابات بالنمط الثاني من السكري أو سكري الحمل.
- وقد تحدث لدى الفتيات الصغار المصابات بالنمط الأول من السكري، وأيضا يلاحظ عند الأطفال الرضع المصابين بالنمط الأول وجود طفح جلدي في منطقة الحفاض بسبب الالتهابات الفطرية.
- الشعور بتنميل ووخز في اليدين والقدمين.
- ضعف الانتصاب وتراجع القدرة الجنسية (العجز الجنسي أو العنانة) لدى الرجال حيث يشكو العديد من مرضى السكري الذكور من ضعف الانتصاب و السبب هو ارتفاع مستويات السكر في الدم يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية في نسيج الانتصاب للقضيب مما يؤثر على تدفق الدم اللازم للانتصاب. قد يؤدي تلف الجهاز العصبي اللاإرادي والمسالك العصبية الحساسة المهمة في الانتصاب إلى لعب دور في تطور هذا العجز عند المصابين بداء السكري.
الحماض الكيتوني السكري (ketoacidosis)
في حال استمر ارتفاع السكرفي الدم بشكل كبير وترك دون علاج، فإن ذلك سيسبب تراكم الحمض الكيتوني السام في الدم والبول، مسببا ما يعرف بحالة الحماض الكيتوني السكري (ketoacidosis).
حيث ستظهر في هذه الحالة الأعراض التالية لدى المريض: تصبح رائحة الفم مثل رائحة الفواكه.
- الشعور بالغثيان والإقياء.
- قصور في التنفس.
- جفاف الفم.
- الضعف والإعياء.
- الاضطرابات النفسية.
- الغيبوبة .
- ألم في البطن.
فحوصات مرض السكري
فحص السكر الصيامي (Fasting Plasma Glucose)
يقيس فحص السكر نسبة السكر في الدم بعد صيام المريض ثماني ساعات عن الأكل والشرب (بإستثناء شرب الماء)، وعادة ما يجرى هذا الفحص في الصباح الباكر قبل تناول وجبة الإفطار، حيث يتم سحب عينة دم من الشخص لغاية تحديد مستوى السكر في الدم.
وفيما يلي أهم القراءات المعيارية في تشخيص مرض السكري:
- النسبة الطبيعيه للسكر في دم الانسان السليم أقل من 100 ملغ/دل .
- من 100-125 ملغ/دل ، هذا يعني وجود احتمالية كبيرة بأن يصيب مرض السكري هذا الشخص، ويجب أخذ الحيطة والحذر بمراقبة مستوى السكر باستمرار.
- تجاوز مستوى السكر في الدم 126 ملغ/دل فما فوق فهذا يعني إصابة الشخص بمرض السكري، مع مراعاة إعادة الفحص في حال عدم وجود أعراض مرضية لارتفاع مستوى السكر في الدم.
اختبار تحمل الغلوكوز الفموي (Oral Glucose Tolerance Test)
وهو اختبار يكشف معدل قدرة الجسم على التعامل مع السكر المتناول، حيث يتناول المريض ما مقداره 75 غرام من سكر الجلوكوز على هيئة محلول سكري، ويتم قياس مستوى السكر قبل تناول المحلول السكري وبعد ساعتين من تناوله عن طريق سحب عينة دم من الشخص.
فيما يلي أهم القراءات المعيارية لتشخيص مرض السكري:
- إذا كان مستوى السكر بعد ساعتين من تناول المحلول السكري أقل من 140ملغ/دل فهذا يعني أن هذا الشخص معافى وسليم من الإصابة بمرض السكري، والجسم يحرق السكر بمعدل طبيعي.
- أما إذا كان مستوى السكر بين 140-199 ملغ/دل فهذا يعني وجود خلل في عملية حرق السكر في الدم، وأن الشخص عرضة للإصابة بمرض السكري.
- أما إذا كانت مستوى السكر 200 ملغ/دل فما فوق فهذا يعني الإصابة بمرض السكري، مع مراعاة تكرار الفحص في حال عدم وجود أعراض مرضية لارتفاع مستوى السكر في الدم.
فحص مستوى الخضاب السكري HbA1c أو تحليل السكر التراكمي :
يكشف عن معدل السكر في الدم خلال الثلاثة أشهرالسابقة للفحص عن طريق قياس النسبة المئوية لهيموغلوبين HbA1c في الدم، وهو هيموغلوبين يكون مرتبط بخلايا الدم الحمراء التي تتجدد كل ثلاثة اشهر وهذا ما يجعل HbA1c test قادرا على إعطاء فكرة عن مستوى السكر في الثلاثة أشهر الماضية.ولا يتطلب هذا الفحص من الشخص أن يصوم او يتناول اي محلول سكري مقارنة بالفحوص الأخرى.
وفيما يلي أهم القراءات المعيارية المعتمدة لتشخيص مرض السكري:
- النسبة أقل من 5.6% هذا يعني أن مستوى السكر طبيعي خلال الثلاثة أشهر السابقة لعمل HbA1c
- النسبة بين 5.7-6.4% هذا يعني المريض عرضة لأن تتطور حالته إلى الإصابة بمرض السكري.
- النسبة 6.5% فما فوق فهذا يعني أن الشخص مصاب بمرض السكري، مع الأخذ بعين الاعتبار تكرار الفحص في حال عدم وجود أعراض مرضية لارتفاع مستوى السكر في الدم.
تحليل السكر العشوائي ( Random glucose test)
هو فحص لقياس مستوى السكر في الدم دون الحاجة للذهاب للمختبر أو العيادة باستخدام جهاز فحص السكر الشخصي, يمكن إجراؤه في اليبت أو العمل في أي وقت دون اتخاذ إجراءات مسبقة كالامتناع عن الأكل والشرب أو تناول محاليل سكرية. عادة يستخدم هذا الفحص في ضبط ومراقبة حالة مريض السكري، ولكن قد يستخدم في تشخيص مرض السكري في حال كانت اعراض ارتفاع السكر في الدم بشكل حاد ظاهرة على المريض. ويتم تشخيص الاصابة بمرض السكري باستخدام تحليل السكر العشوائي في حال كان مستوى السكر في الدم 200 ملغ/دل فما فوق.
علاج مرض السكري
يهدف علاج مرض السكري إلى خفض نسبة السكر المرتفعة في الدم ومنع تبعات و اختلاطات داء السكري الضارة على الأوعية الدموية والأعصاب والأعضاء. من ناحية ، يجب أن يتحقق ذلك قبل كل شيء من خلال تدابير غير دوائية ، يمكن للتغذية الصحيحة والتمارين الكافية تحسين مستويات السكر في الدم. يساعد القياس المنتظم لمستويات سكر الدم على تتبع مسار المرض (ربما بمساعدة مفكرة يومية لمرضى السكري).
من ناحية أخرى ، غالباً ما يتطلب علاج مرض السكري أدوية خاصة بمرض السكري. و الادوية المتاحة إما عن طريق الفم أو عن طريق الحقن (الأنسولين). ويتم وصف أدوية السكر على أساس كل حالة وعلى نوع السكري وشدة المرض.
أدوية مرض السكري عن طريق الفم
أساس علاج مرض السكري من النوع 2 هو تغيير نمط الحياة ، ويشمل هذا ، قبل كل شيء ، تغيير في النظام الغذائي وكذلك ممارسة التمارين الرياضية بانتظام. في بعض الأحيان ، تكون هذه التدابير كافية لخفض مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري من النوع 2 إلى مستوى صحي. إذا لم يكن كذلك ، يصف الطبيب أدوية مضادة للسكر عن طريق الفم.
هناك عدة فئات من هذه الأدوية لعلاج مرض السكر على شكل أقراص. وهي تختلف فيما بينها في آلية العمل ، والتي تعمل على خفض مستويات السكر في الدم. الأكثر شيوعا يوصف الميتفورمين وما يسمى السلفونيل يوريا (مثل غليبينكلاميد).
في بداية العلاج يتم اللجوء إلى دواء واحد للسيطرة على مستويات السكر في الدم من مرضى السكري من النوع 2 . إذا فشل هذا ، يصف الطبيب أيضا أقراص السكري الأخرى أو يتم وصف الأنسولين (العلاج المركب). وفي بعض الحالات النادرة يكون علاج مرض السكري من النوع 2 هو حصرا الأنسولين.
بالمناسبة ، لا تستخدم مضادات السكري الفموية عند النوع 1 من داء السكري - فهي لا تحقق نجاحًا كافيًا هنا. ولعلاج سكري الحمل ، لم يتم الموافقة عليها ، لأنه مع معظم الأدوية لا يمكن استبعاد الآثار الضارة على الطفل. فقط في حالات استثنائية نادرة جدا هو ميتفورمين ، إذا كان ضروريا للغاية ، يستخدم عند النساء الحوامل لخفض مستويات السكر العالية في الدم .
العلاج بالأنسولين
يهدف علاج داء السكري من النوع الأول إلى تعويض النقص الشديد بالأنسولين عند مرضى هذا النمط. هذا ممكن فقط عن طريق حقن الأنسولين. وهذا يعني أن كل مرضى السكري من النمط 1 يجب أن يخضعوا لحقن الأنسولين بشكل منتظم. نادراً ما يحتاج مرضى السكر من النوع الثاني والنساء المصابات بسكري الحمل إلى الأنسولين.
مرض السكري: سير المرض و الانذار
يختلف سير المرض وانذاره بشكل كبير باختلاف نمط مرض السكري . ومع ذلك ، يمكن أن يكون للمرضى تأثير إيجابي على مسار المرض في جميع انواع مرض السكري إذا نفذوا توصيات العلاج بشكل جيد (الالتزام = الامتثال). هذا يمنع المضاعفات ويقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بمضاعفات السكري.
ومن المهم جدا لمرضى السكر إجراء الفحوصات العادية الدورية عند الطبيب على سبيل المثال و بهذا الشكل يمكن الكشف عن علامات مضاعفات مرض السكري في وقت مبكر وعلاجها.
اقرأ أيضاً: