قاموس الأمراض و التحاليل المخبرية قاموس الأمراض و التحاليل المخبرية
recent

جديد المقالات

recent
اللطاخة الدموية
جاري التحميل ...

المكورات الرئوية Pneumococcus

المكورات الرئوية  Pneumococcus
عدت المكورات الرئوية لفترة طويلة انها تابعة لجنس المكورات المزدوجة Diplococcus الذي يضم نوعا واحدا هو هذه المكورات التي كانت تعرف بالمكورات المزدوجة الرئوية Diplococcus pneumoniae ، ولكنها حاليا تصنف ضمن جنس العقديات Streptococcus وقد سمیت ایضا المكورات العقدية الرئوية Streptococcus pneumoniae

اكتشفت هذه الجراثيم من قبل العلماء Chamberland ,Roux, Pasteur عام1881 في اللعاب ، ودرست من قبل العالم تالمون Talamon عام 1883 في قشع مريض مصاب بذات الرئة ، وأطلق عليها اسم المكورات الرئوية Pneumococcus.

تعيش هذه الجراثيم عند الإنسان بشكل مؤاكل Commensal في السبل التنفسية والهضمية العليا ( البلعوم ، الأنف ، الحنجرة ) وهذه الجراثيم هشة لا تستطيع الصمود في الوسط الخارجي والبيئة . كما أنها لا توجد عند الحيوانات باستثناء بعض القوارض التي تربي مع الانسان .

تشاهد هذه المكورات في العينات المرضية بشكلها النموذجي ، حيث تبدو بشكل مكورات متطاولة أبعادها من 0.5-1.2 مكم وهي مؤنفة من أحد أطرافها وتجتمع بشكل مزدوج وغالبا ما يتقابل كل زوج من الجهة المؤنفة ومحاطة بمحفظة وهي غير متحركة وغير مبذرة ، لا تشاهد المحفظة الا في العينات المرضية او في المستنبتات الغنية بالمواد الغذائية ، ويمكن تلوين المحفظة بالثيونين الفينيکی أو بالحبر الصيني .

اما في المزارع الجرثومية فتبدو هذه الجراثيم بشكل سلاسل قصيرة وهي إيجابية الغرام .

هي جراثیم هوائية لا هوائية مخيرة وان زرعها دقيق ويتطلب مستنبتات خاصة وسبب ذلك يعود الى انحلالها الذاتي السريع ، ولذلك لا بد من استعمال مستنبتات غنية بالمواد الغذائية وبخاصة الحاوية على الدم فعلی مستنبت الغراء بالدم تنمو هذه الجراثيم بالدرجة ۳۷ ودرجة pH تعادل 7.8 ، وتعطي مستعمرات صغيرة أبعادها من 0.5-1 مم محاطة بهالة ناتجة عن الانحلال الجزئي للدم نموذج مع ألفا مع اخضرار حول المستعمرة، وتكون هذه المستعمرات ملساء Sمحاطة بمحفظة ومفوعة ولكن عند تكرار الزرع تفقد هذه الجراثيم محفظتها وتتحول الى مستعمرات خشنة R عديمة الفوعة .

لا تصطنع المكورات الرئوية إنظیم الكاتالاز Catalase ، كما أن مستحلب هذه الجراثيم ينحل خلال بضع دقائق بمحلول الصفراء (10%) أو محلول دیز و کسي کولات الصوديوم (2%) ، بينما لا تنحل باقي العقديات .
كما أن الأوبتوشین Optochine ( إيتيل هیدرو کوبروئین ) يثبط نمو المكورات الرئوية بينما لا يؤثر في العقديات الأخرى .

أمراض المكورات الرئوية


المكورات الرئوية تعيش مؤاكلة في الفم والبلعوم والسبل التنفسية العليا وتشكل جزءا من الزمرة الطبيعية (الفلورا الطبيعية) ، وان أي تغير فيزيولوجي للوسط الذي تعيش فيه كالبرد أو الإصابة بالزكام أو الحصبة أو السعال الديكي يهيىء الشروط المناسبة لتكاثر هذه المكورات . ووجود المحفظة يحمي هذه الجراثيم من البلعمة . وان تكاثر هذه الجراثيم يترافق بتفاعل التهابی شدید غني بالعدلات والليفين ، وان اخماج المكورات الرئوية غالبا ما تكون خطرة وقد تسبب الوفاة إذا لم يعالج المريض بشكل مناسب ، ومن أهم أخماج المكورات الرئوية :

ذات الرنة الفصية الحادة Acute lobar pneumonia 

 واختلاطاتها المختلفة ، وتكون بداية المرض مفاجئة وشديدة تترافق بحمى مرتفعة مع آلام صدرية حادة ، ويتقشع المريض بكميات كبيرة من المخاط لأن المكورات الرئوية تتكاثر بشدة وتخرب الخلايا السطحية للرئة و تؤدي الى وذمة ليفينية وتجمع كميات من المخاط في الحويصلات الرئوية ، ويكون القشع مدمى أو بلون اخضر لأن المكورات الرئوية تحول الهيموغلوبين ذا اللون الأحمر الى ميتا هيموغلوبين ذي اللون الأخضر .

وهذا المرض أصبح نادرا في البلاد ذات المناخ المعتدل ، وعادة يشفي المريض منه بعد اليوم التاسع باستثناء بعض الحالات حيث يكون خطرا وبخاصة عند الشيوخ والأطفال ( وبخاصة الملونين بسبب سوء التغذية ) ، المدمنين على الكحول وفي حالة الإصابة الكبدية ، حيث ترتفع نسبة الوفيات ، كما تسبب هذه الجراثيم ذات الرئة والقصیات bronchopneumonia والتهاب الجنب

التهاب البلعوم ، والأذن ، والجيوب ، والذباح Angine .

 

التهاب السحايا Meningitis

 

ويحدث على إثر التهاب الأذن أو البلعوم ويكون خطرا وبخاصة عند الأطفال حيث يؤدي تطوره السريع الى موت الطفل في أغلب الأحيان بسبب ترافقه بإنتان الدم sepsis ، كما أن التفاعل الالتهابي الشديد الذي تحدثه هذه الجراثيم وترافقه مع وذمة ليفنية غزيرة يشكل سدادة تمنع دوران السائل الدماغي الشوكي كما تمنع وصول الصادات الى مكان البؤرة الالتهابية مما يزيد من خطورة هذا الخمج .

و يمكن أن تسبب هذه الجراثيم ايضا التهاب الشغاف endocarditis ، التهاب الملتحمة, التهاب المفاصل والتهاب الصفاق

إن المكورات الرئوية الممرضة من الجراثيم الانتهازية ، و فوعتها مرتبطة بوجود المحفظة التي تحميها من البلعمة ، ورغم أنها توجد عند 40-70% من البشر إلا إن مخاطيات السبل التنفسية العليا تمتلك مقاومة طبيعية فعالة تمنع تكاثر هذه الجراثيم ولكن هناك بعض العوامل التي تضعف هذه المقاومة كالبرد (ولذلك تكثر أخماج الرئويات في الفصول الباردة ) ، المصابين بآفات رئوية مزمنة، المرضى المصابين بقصور القلب ، تشمع الكبد ،المرضى المستأصلة طحالهم ، المصابين بالسرطانات، المدمنين على الكحول ، المصابين بالداء السكري ، وسوء التغذية ، وأكثر ما تشاهد اخماج المكورات الرواية عند الاطفال والشيوخ .


عن الكاتب

المحرر

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

قاموس الأمراض و التحاليل المخبرية