خناق الصدر angina pectoris

ما هو خناق الصدر angina pectoris ؟

خناق الصدر ( و يعرف أيضا باسم الذبحة الصدرية ) هو ألم أو شعور بالضيق يبدأ في الصدر وقد يمتد إلى الذراعين أو الرقبة أو الفك السفلي أو الظهر. ويظهر الألم فجأة كاستجابة للجهد العضلي والضغط العاطفي، أو عند التعرض للبرد، ويستمر لفترة قصيرة. ويحدث هذا بسبب نقص كمية الدم الوارد من الشرايين الإكليلية (وهي الأوعية الدموية التي تغذي العضلة القلبية)، مما ينقص من كمية الأكسجين التي تصل لأجزاء العضلة القلبية وبالتالي يحدث الألم.

هل هناك أسباب أخرى لألم الصدر؟

نعم! فالذبحة الصدرية هي واحد من عدة أسباب محتملة لإحداث هذا الألم، مثل سوء الهضم، والقلق، وآلام العضلات، والالتهابات والتشوهات البنيوية، وهذا بعض من كثير من الأسباب التي تؤدي لحدوث آلام صدرية.

كيف تشعر أثناء الخناق؟

الخناق هوشعور بالألم، أو عدم الارتياح أو ضغط قرب مركز الصدر يستمر عادة لبضع دقائق، وإليك بعض العبارات التي يصف بها بعض المرضى هذا الالم: أشعر صدري ثقيل صعبا. أشعر بضغط على الصدر، شيء ما يعصر في صدري. حرقة في الصدر، شعور بعدم الارتياح في الصدر ينتقل إلى اليد اليسرى، إلى الرقبة، الفك السفلي، أو الظهر.

لماذا يحصل خناق الصدر؟

تتشكل لويحة شمعية كولسترولية وهي تبدو كرابية صغيرة رمادية من النسيج، تترسب على بطانة الشرايين الكبيرة، وهذه الترسبات تمنع الخلايا البطانية من امتصاص المغذيات وتسد الجريان الدموي بتبارزها إلى لمعة الوعاء. تتنخر بطانة الوعاء في المناطق المصابة ثم تتندب، وهذا يضيق اللمعة أكثر ويعيق جريان الدم أكثر.

في المناطق المتضيقة خشنة الجدار يميل الدم للتخثر وهذا ما يفسر أهم اختلاطات التصلب العصيدي وهو الخثار داخل الوعاء وما يليه من خثرات مسببة لنقص التروية وحرمان الخلايا القلبية من العناصر الدموية التي تحتاجها لبقائها. يؤدي الإقفار لدرجات مختلفة من الأذية الخلوية، التظاهرة الرئيسية لنقص تروية القلب هي خناق الصدر وهو الألم الصدري المعاود الذي لا يترافق مع أذية غير عكوسة في الخلايا العضلية القلبية. أما الأذية الإقفارية الأشد ترافق مع أذية الخلايا القلبية فتسمى احتشاء العضلة القلبية، ويستبدل الجسم الخلايا العضلية القلبية المتأذية أذية لاعكوسة بنسيج ليفي ندبي، أو في حال كانت أذية العضلة القلبية شديدة سوف تؤدي بالنهاية إلى قصور القلب أي أنه لن يكون قادرة على الإيفاء باحتياجات الجسم من الدم بتوليد النتاج الكافي.

متى يحصل الخناق الصدري؟

أولا- في خناق الصدر المثار بالجهد والأعمال المرهقة التي تتطلب من القلب طاقة أكبر، ومثال ذلك. الحاجة لضخ الدم إلى المعدة لهضم وجبة ثقيلة، والتعرض للبرد. والانفعالات العاطفية الشديدة. والقلق، فكلها أسباب شائعة تحفز حدوث الذبحة.

ثانيا-الخناق المتبدل: قد يأتي أثناء النوم، أو أثناء الجلوس بهدوء، أو أثناء تأدية تمرين يكون محتملا في العادة.

ثالثا- الخناق المختلط: وهو أحد أنواع الخناق المشخص ويسببه تصلب الشرايين وتضيقها بالمشاركة مع تقلصها، وهذه المشاركة تؤدي لنقص في الدم الوارد إلى عضلة القلب ومن ثم حدوث الألم دون إنذار مسبق.

أعراض هذا الخناق هي ألم صدري حاد أو شعور بالثقل وعدم الارتياح يوميا وفي نفس الوقت (خاصة في الصباح)، أو أثناء بذل أنواع ومستويات مختلفة من الجهد أو عند البرد أو النوم أو أثناء الراحة أو الشدة.

رابعا- خناق الصدر غير المستقر يشكو بعض المرضى من خناق الصدر المثار بالجهد ومن خناق الصدر المتبدل مع نوبات تأتي أثناء بذل الجهد وأخرى أثناء أوقات الراحة ويشكو البعض الاخر من سرعة حدوث الأعراض مع ظهور نوبات تتكرر باستمرار عند بذل جهد أقل فأقل يشار إلى ذلك عموما: بخناق الصدر غير المستقر والذي يتطلب المزيد من العناية المكثفة والعلاج لأنه يكون مصحوبا بخطورة كبرى للإصابة باحتشاء القلب الحاد من خناق الصدر المستقر.

ويجب أن نذكر بأن نوبات الاحتشاء القلبي الحاد قد تحدث عند شخص لم يشك أبدا من أي ألم صدري، وعلى العكس من ذلك، فإن أناس كثيرين يعيشون مع خناق الصدر لعدة سنوات دون أن يحدث عندهم احتشاء قلبي.

اقرأ أيضاً:

الإسعافات الأولية للذبحة الصدرية وكيف نتصرف عند حصول الخناق؟

الاتصال بالإسعاف السريع
يبقى النتروغليسرين تحت اللسان هو الدواء الإسعاف الأول.. . لا تسمح للمريض بالحركة أو الكلام.. يجب وضع المريض بوضع نصف جالس مع تغطيته وطمأنته لأنه يكون خائفة ومرتبكا. . في حال فقد الوعي قم بتحرير المسالك التنفسية مما قد يعيقها. . انقله إلى المشفى بأقصى سرعة ممكنة لإعطائه الأدوية المسكنة والأدوية الحالة اللخثرة في العناية المشددة.

كيف يعالج خناق الصدر؟

في معظم الحالات، يزول خناق الصدر بالراحة وإذا حدثت هجمة خناق صدري توقف عن العمل فورا واسترح حتى تمر الأزمة. قد لا يستجيب الخناق الحادث بسبب تشنج الشريان الإكليلي للراحة مثلما يستجيب الخناق المستقر.

بالإضافة للراحة، هناك ثلاث طرق رئيسية لعلاج الخناق:

تغيير نمط الحياة، الأدوية، والمداخلات الجراحية وغير الجراحية.

أولا- تغيير نمط الحياة: إذا كنت مدخنا، فعليك التوقف تماما، فالتدخين ينبه القلب، ويجعله يعمل بصورة أكبر مما يؤدي إلى ارهاقه، كما أنه يحدث تغيرات أخرى أشار إليها العديد من الباحثين، تساعد في تحريض حدوث ألم الصدر ونوبات الاحتشاء القلبي.

ينصح الأشخاص البدينون بإنقاص أوزانهم تدريجيا عن طريق تقليل كمية الطعام المتناول وتغيير نوعيته إلى طعام قليل المواد الدهنية وقليل السكريات وزيادة التمارين الرياضية.

مع ملاحظة أن الشخص الذي يعاني من مرض قلبي، عليه ألا يعتمد برنامجا لإنقاص الوزن أو أداء التمارين الرياضية دون مراقبة أو إرشاد طبي كما أن تجنب مواقف الشدة وتعلم تمارين الاسترخاء، تبقى نوعا آخر من أنماط الحياة المختلفة والمعدلة التي ينصح بها. .

ثانيا- ضبط الضغط الشرياني بما يعادل 120/ 80 مم.ز. لا أكثر.

ثالثا- ضبط سكر الدم في حدود 100مغ / د.ل. للمصابين.

رابعا- ضبط الكوليسترول أقل من 180مغ / د.ل. واللبوبرتين منخفض الكثافة أقل من 100مع / د.ل

ويساعد في ذلك الحمية والأدوية الخافضة وأهمها حاليا الستاتينات. .

خامسا- الأدوية: إن المجموعات الرئيسية للأدوية المستخدمة في علاج خناق الصدر هي النيترات، والأسبرين وغيره من مضادات التصاق الصفيحات الدموية والمميعات وحاصرات المستقبلات - بيتا، وحاصرات قناة الكلس. وحاصرات خميرة تحويل الأنجيوتنزين و الستاتينات.

تأتي النيترات في أشكال عدة منها : النيترو وغليسيرين أو غيرها من الحبوب التي توضع تحت اللسان وتؤدي للشعور بالراحة أثناء الهجمة الخناقية أو كمرهم يمتص عبر الجلد للوقاية من حدوث الهجمات على المدى البعيد. وهناك نوع آخر من النيترات على شكل لصاقة توضع على الجلد لتؤمن انطلاقا مستمرة للدواء على مدى عدة ساعات.

أما حاصرات بيتا، فتساعد على الوقاية من هجمات الخناق عن طريق إبطاء ضربات القلب وتخفيض سرعته مما يقلل من نتاجه ومن كمية الأكسجين التي يتطلبها . يجب أن تؤخذ هذه الأدوية تماما كما وصفت، ويجب ألا توقف فجأة.

وتوصف حاصرات قناة الكالسيوم لعلاج خناق الصدر الذي يحدث بسبب تشنج الشريان الإكليلي وكذلك لعلاج خناق الصدر الذي يحدث بسبب تضيق دائم في الشريان الإكليلي.