قاموس الأمراض و التحاليل المخبرية قاموس الأمراض و التحاليل المخبرية
recent

جديد المقالات

recent
اللطاخة الدموية
جاري التحميل ...

أمراض الحساسية Allergy

الحساسية  Allergy
تعد أمراض الحساسية بمظاهرها المختلفة من أكثر الأمراض المزمنة شيوعا في العصر الحديث . ونستخلص من الدراسات الوبائية الانتشار أمراض الحساسية في مختلف بلدان العالم أن حوالي 15 % من السكان في العالم يعانون من حساسية الأنف والعينين وأن 8% يعانون من حساسية القصبة الهوائية أو ما يعرف بالربو.

وهناك دلائل علمية متواترة على أن هذه النسب آخذة في الازدياد . أما حساسية الجلد الأكزيما  والشري (Urticaria) وحساسية الأطعمة والأدوية ولدغة الحشرات ، فمع أن نسبة حدوثها غير معروفة على وجه التحديد إلا أن الملاحظ أنها واسعة الانتشار وتصيب جميع الأعمار ، وقد تصل نسبة الذين يعانون منها في أية فترة من أعمارهم إلى 10% .

وبمقارنة بسيطة مع الأمراض المزمنة الأخرى يتضح أن أمراض الحساسية هي الأكثر انتشارا ، ولا نبالغ إذا قلنا إن الحساسية هي مرض الحياة العصرية الحديثة . إضافة إلى ذلك يلاحظ أن أمراض الحساسية بأوجهها المختلفة تزداد انتشارا في المدن الكبرى ، وتقل في الأرياف والقرى .ومع أن الحساسية يمكن أن تحدث في أي سن من سنوات الحياة إلا أن حوالي 80% من الحالات تحدث في سن الشباب والطفولة، وتكثر دون سن الأربعين سنة ، بينما تقل بتقدم العمر حتى تكاد تنعدم بعد الستين .

وبسبب أن الحساسية مزمنة ، وتؤثر على عدد كبير من الناس خاصة في سن الشباب فإن أثرها على الصحة العامة له نتائج اقتصادية سلبية بدرجة كبيرة ، بسبب أنها قد تؤدي إلى التغيب عن المدرسة والعمل فضلا عن تكلفة العلاج الذي يضاعف الخسارة الاقتصادية الناتجة بسببها.

أنواع الحساسية


الحساسية (Allergy) هي ردة فعل غير طبيعية وزائدة من قبل الجسم ضد أشياء أو جسيمات بيئية غير ضارة عادة لمن لايعانون من الحساسية، وينتج عن ردة الفعل المناعية الزائدة هذه إفراز خمائر وهرمونات من الخلايا المتحسسة تؤدي إلى حدوث أعراض الحساسية المعروفة من عطاس ، وحكة واحمرار في العينين والجلد واحتقان في الصدر وضيق في التنفس، وفي أحيان أخرى حدوث صدمة تؤدي إلى هبوط الضغط قد تؤدي إلى الوفاة .

جاء أول استعمال لكلمة حساسية عن طريق طبيب الأطفال النمساوي «فون بیرکت و عام 1916 م  لوصف ردة الفعل الزائدة عند بعض الأطفال بعد إعطائهم مصل التطعيم ضد بعض الأمراض .

وقد قسم العالمان "كوم وجل" ردة الفعل التحسسية حسب ردة الفعل المناعية والفترة الزمنية التي تحدث فيها الحساسية بعد التعرض للمسببات إلى أربعة أنواع هي كما يلي:

1- الحساسية السريعة


تحدث الحساسية السريعة أي ما يسمى بالنوع رقم 1 نتيجة تفاعل الجزيء المسبب للحساسية (المستضد) مع أجسام المناعة المضادة له (IgE) على سطح الخلايا البدينة المتحسسة، وينتج عن ذلك إفراز الهستامين وغيره مما يؤدي إلى مظاهر الحساسية عند الشخص الحساس لمسببات الحساسية كحبوب لقاح الأعشاب والأشجار والحيوانات وبعض الأدوية إلخ. وتحدث ردة الفعل هذه خلال دقائق من التعرض للمسبب.

يعتمد تشخيص حالات الحساسية السريعة على السيرة المرضية المفصلة للمريض وبعدها يتم الكشف والتعرف على مسبباتها بإجراء فحص مخبري وبواسطة وخز الجلد بعد وضع المستضد المشكوك في تسببة للحساسية.

ويخضع المريض للمراقبة لحوالي 15 إلى 20 دقيقة ، وعند معرفة المسببات يضع الأخصائي خطة العلاج والتي تشمل تجنب المسببات ، بالإضافة إلى إعطاء بعض العقاقير المضادة للحساسية، وقد يقرر المختص إعطاء جرعات تطعيم من مصل يحتوي على مستخلص المسببات التي لايمكن للمريض أن يتجنبها . 

ومن أهم الأمراض التحسسية الناجمة عن الحساسية السريعة مايلي:

1-حساسية الأنف والعينين


تسمی بحمى القش (Hay fever) عند عامة الناس ، وتعد من أكثر أمراض الحساسية شيوعا إذ يعاني منها ما نسبته 15-21% من سكان المدن ، وأهم مظاهر هذه الحساسية حكة في الأنف والعينين والأذنين والحلق ، واحتقان الأنف وسيلانه والعطاس والتدميع ، والصداع . وقد تكون هذه الحساسية فصلية في فصلي الربيع والخريف ، أو على مدار السنة وأهم أسبابها حبوب لقاح النباتات من أعشاب وأشجار

2- حساسية القصبة الهوائية (الربو)


وتعد من أهم مظاهر الحساسية وأكثرها تأثيره على حياة الفرد ، وقد تصيب ما نسبته 2-12 ٪ وذلك حسب البلد والبيئة والعمر . ومن أهم مظاهر هذا النوع من الحساسية السعال وضيق التنفس أو ما يعبر عنه بالكتمة والأزيز أو الصفير مع التنفس والحشرجة .

3- حساسية الجلد (الأكزيما)


وتكثرعند الأطفال الصغار ولكنها تصيب الكبار أيضا وقد تبدأ على شكل احمرار وخشونة مع قشرة على الخدين ثم تنحصر في ثنايا الجلد . وقد تكون شديدة وتغطي أجزاء كبيرة من الجسم.
ومن أهم مظاهر هذه الحساسية الحكة الشديدة واحمرار الجلد وخشونته وفي الحالات الشديدة يرشح الجلد سائلا أصفر اللون ويسبب حكة شديدة.
تعد الأطعمة من أهم مسببات هذه الحساسية خاصة في سن الطفولة المبكرة.

4- حساسية الشري (Urticaria)


وتتميز بحدوث بقع حمراء تقع على الجلد تظهر وتختفي على فترات تتراوح بين دقائق إلى ساعات، وقد تستمر أياما إلى أسابيع أو أشهر وأحيانا سنوات عديدة ولكنها تختفي في النهاية

تتعدد أسباب هذا النوع من الحساسية ولكن من أهمها العقاقير والأطعمة، وفي معظم الحالات يكون السبب غامضا.

2- حساسية النوع -2


تحدث حساسية النوع -2 أي ما يسمى بالتسمم الخلوي Cytotoxic عند تفاعل الأجسام المضادة مع مستضدات الأنسجة وفي العادة يكون هذا التفاعل تسمما يؤدي إلى تثبيت المتممة (Complement) وجذب الخلايا البيضاء متعددة الأشكال -Polymorph مما يؤدي إلى قتل أو تحلل خلايا الأنسجة ، ومن أمثلة ذلك ما يلي :
1- تكسر كريات الدم الحمراء نتيجة إعطاء المريض دم من فصيلة مختلفة لفصيلته عن طريق الخطأ
2- إنتاج الجسم للاضداد المناعية الذاتية ضد مستضدات الخلايا الحمراء كما يحدث في مرض فقر الدم الانحلالي بالأجسام المضادة
(Autoimmune Haemolytic Anaemia)
3- إنتاج الجسم لأجسام مضادة نتيجة لإعطاء المريض عقار( a- methyl dopa) مما يؤدي إلى تكسر كريات الدم الحمراء وظهور فقر الدم
4- إنتاج الجسم الأجسام مضادة ذاتية ضد مستضدات الصفائح الدموية كما يحدث في مرض نقص الصفائح الدموية البدئي
5 - إنتاج الجسم لأجسام مضادة ذاتية ضد أنسجة الكلى والرئتين كما يحدث في مرض متلازمة غود باستر (Good Pasture Syndrome)

3- حساسية النوع 3


يسمى هذا النوع من الحساسية المعقد المناعي (Immune Complex) أو التفاعل المعقد بين المستضد والجسم المضاد
Antigen-Antibody Complex ويحدث هذا النوع من الحساسية عندما يتم تداخل المستضد مع الجسم المضاد على جدار الوعاء الدموي مما يؤدي إلى تنشيط المتممة وحدوث تفاعل التهابي حاد تتجمع على أثره كريات الدم البيضاء لتفرز إنزيماتها المحطمة للأنسجة (Lysozomal enzymes) ، ويؤدي ذلك إلى زيادة قابلية الوعاء الدموي بالسماح لدخول وخروج العناصر والوسائل مسببة موت الخلايا.

يحدث هذا النوع من الحساسية حسب نسبة المستضدات للأجسام المضادة وذلك كما يلي :

1- نسبة الأجسام المضادة (IgG) أكبر من نسبة المستضدات 


ويحدث في هذه الحالة ترسيب معقد الجسم المضاد (IgG) .ومن أمثلة هذا التفاعل ما يحدث لبعض المزارعين في المناطق الممطرة عند تعاملهم مع الأعشاب المخزنة ، حيث يؤدي استنشاقهم لبعض الفطريات المتوالدة في تلك الأعشاب إلى إنتاج أجسام مضادة من النوع (IgG) لتكون معقد مكون من مستضدات ( الفطر المستنشق ) وتلك الأجسام (IgG) . ويترسب هذا المعقد في القصبة الهوائية للرئة ليؤدي إلى الإصابة بمرض ( رئة المزارع ) ، يحدث صداعا وسعالا وضيقا في التنفس وفتورا وحمى وآلاما عامة

2- نسبة المستضدات أكثر من نسبة الأجسام المضادة (IgG)


وفي هذه الحالة يحدث ترسيب معقد المستضد. ومن أمثلة ذلك مرض ما يسمى بداء المصل (Serum Sickness) ، وهو فرع من الحساسية تسببه جرعة واحدة من المستضد ويحدث ما بين اليوم السابع إلى الرابع عشر من دخول الجرعة . ومن أمثلة هذا النوع من الحساسية ما يحدث عند علاج مرض الكزاز بمصل محضر من الحصان ، فإن حدث أن تلقي شخص ما علاج لمرض الكزاز من قبل وأعطي جرعة أخرى في المرة الثانية فإن التفاعل لإنتاج معقد المصل قد يتم في غضون أربعة أيام أو أقل ، وقد يحدث أحيانا بسرعة وفي الحال ، حيث يتسبب في حمی ووعكة عامة وطفح جلدي مع تضخم في الغدد الليمفاوية وآلام المفاصل وورم حول العينين أو بالأرجل أو العجز.

4- الحساسية المتأخرة

 

تنتج الحساسية المتأخرة Delayed Hyper Sensitivity  (يطلق عليها أيضا المناعة الخلوية Cellular Immunity) عن تفاعل المستضد المسبب للحساسية مع خلايا ليمفاوية متحسسة ، وليس أجساما مضادة كما ورد في الحديث عن مسببات الحساسية السريعة ، وينتج عنها تورم واحمرار وتدرن كما هو الحال في فحص الدرن الإيجابي ، أو التحسس لبعض المعادن مثل الحساسية التلامسية . عند تعرض الخلايا الليمفاوية المسبب الحساسية فإنها تقوم بإفراز هرمونات السيتوكين Cytokines التي تجذب إليها خلايا التهابية ليمفاوية أخرى مما يؤدي إلى التهاب تدرني كما هو الحال في مرض السل أو الدرن ، والالتهابات الفطرية ، والتحسس البعض المعادن والمواد الكيميائية مثلما يحدث في الحساسية التلامسية.

تساعد معرفة كيفية حدوث الحساسية المتأخرة على الكشف عن الإصابة ببعض الأمراض سواء كانت ردة الفعل المناعية طبيعية أو ضعيفة أو ناقصة , ففي حالة المناعة الطبيعية يمكن استعمال مستخلص بروتين (PPD) للكشف عن وجود مناعة ضد جرثومة الدرن بحقن كمية بسيطة (5 وحدات ) في الجلد وقراءة النتيجة بعد 4 ساعة . ففي حالة الشخص المصاب بالدرن أو الذي تعرض للدرن فإنه يظهر تورم واحمرار على شكل درنة في مكان الفحص أما في حالات ضعف المناعة ونقصانها الشديد أو سوء التغذية المزمن أو حالات الإصابة بالسرطان فإن رد فعل الحساسية المتأخرة يختفي بحيث لايسبب أي احمرار أو تورم مكان الفحص من جانب آخر يتم تشخيص الحساسية المتاخرة التلامسية بوضع لصقة على الجلد (Patch test) تحتوي على المادة المشتبه في تسببها بالحساسية لمدة 48 ساعة تنزع بعدها، فإن لوحظ وجود احمرار وتورم مكان اللصقة فإن ذلك يدل على وجود المادة المشتبه في تسببها للحساسية ، أما إذا لم يحدث ذلك فيمكن إجراء فحص لمواد أخرى مشتبه بها . وبعد معرفة أسباب الحساسية التلامسية يمكن تجنبها واستخدام الدواء اللازم للشفاء منها.

تختلف أنواع الحساسية المتأخرة التلامسية حسب المادة المسببة لها ، ومن أشهر أنواعها ما يلي :

1- حساسية النيكل وتلاحظ على الرسغ في مواضع الساعات . وعلى الفخذ إذا كانت الحساسية ناتجة عن المفاتيح أو العنق إذا كان السبب قلادة .
2- حساسية المواد الكيميائية ومن أمثلتها الحساسية للمواد المستخدمة في دياغة الجلود مثل الكروم، وهي حساسية تلامسية تعرف بحساسية الجلد الناتجة عن الأحذية (Shoe Dermatitis) وتظهر على شكل احمرار وحكة على أصبع القدم الكبير ثم تنتشر إلى بقية القدم.
3- حساسية المطاط وهي شائعة الحدوث حيث إن مركبات المطاط تدخل في أشياء كثيرة.
4- حساسية أدوات الزينة وأصباغ الأظافر وتكثر بين النساء نتيجة استخدام هذه المواد

عن الكاتب

المحرر

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

قاموس الأمراض و التحاليل المخبرية