قاموس الأمراض و التحاليل المخبرية قاموس الأمراض و التحاليل المخبرية
recent

جديد المقالات

recent
اللطاخة الدموية
جاري التحميل ...

الزائفة الزنجارية Pseudomonas aeruginosa

الزائفة الزنجارية Pseudomonas aeruginosa
الزائفة الزنجارية Pseudomonas aeruginosa (وتعرف أيضا بعصية القيح الازرق ) هي أكثر الجراثيم إمراضا للبشر ، وتشكل 10-20% من أخماج المشافي ، وكثيرا ما تصيب الأشخاص المصابين بالاورام أو الحروق الشديدة أو المصابين بعوز مناعی.

اكتشفها العالم شروتر Schroeter عام 1872، وتم عزلها لأول مرة من قبل جيسار Gessard عام 1882 من قيح أزرق اللون .

تصادف هذه الجراثيم في الوسط الخارجي ( المياه ، مياه المجاري ، ونادرا في التربة ) وهي من الجراثيم الرمية التي تعيش عند الانسان والحيوان (ثنيات الجلد الجهاز الهضمي ، الأغشية المخاطية ). تحدث الاخماج بالزائفة الزنجارية في الحالات التي يحصل فيها تغير في دفاع الثوي كما في حال الحروق أو عند الاصابة بالأورام.

الخصائص الجرثومية للزائفة الزنجارية Pseudomonas aeruginosa


وهي على شكل عصيات مستقيمة ورقيقة بطول 1-4 مكم وعرض 0.5 مكم ذات نهايات مستديرة عديمة المحفظة . غير مبذرة ، شديدة الحركة بفضل سوط قطبی وحید وتوجد عادة بشكل منفرد أو مزدوج أو سلاسل قصيرة.

تتلون هذه العصيات بسهولة وهي سلبية الغرام ، اما الاشكال الطويلة والخيطية فتلونها يكون غير منتظم وتبدو بشكل حبيبي.

لقد تبين أن الذراري المعزولة من العينات المرضية تملك احیانا طبقة رقيقة من عديدات السكاريد تشبه المحفظة ، كما تملك في كثير من الأحيان اشعار تعزز الارتباط بسطح الخلايا.

جراثیم هوائية مجبرة ، تنمو بسهولة على المستنبتات العادية بدرجة حرارة 37 ودرجة pH تعادل 7.2. كما تستطيع النمو بدرجات الحرارة بين 10-42.

يتميز زرعها بصفتين هامتين ، الأولى انها تطلق رائحة وصفية تشبه رائحة اللوز المر او رائحة زهر المشمش أو الياسمين نتيجة لتحرر اسيتوفينول Aceto-Phenol . من التريبتوفان ، والثانية هي لاصطناع صباغ منحل ينتشر في الوسط لونه اصفر مخضر او ازرق مخضر .


وابتداء من عام 1954 أصبحت الأخماج التي تسببها هذه الجراثيم خطرة ومميتة وأصبح انتشار هذا الجرثوم يشكل نوعا من الوافدات المحدودة ولا سيما في المشافي ويعود سبب ذلك الى استخدام الصادات antibiotics على نطاق واسع والذي تحدث خللا في الزمرة الجرثومية الطبيعية normal folra ويؤدي بالتالي الى تكاثر الجراثيم المقاومة للعديد من الصادات ومنها عصيات القيح الأزرق ، كما أن استعمال الكورتيزون ومشتقاته أو مضادات الاستقلاب، أو العوامل المثبطة للمناعة تؤدي بدورها الى ضعف مقاومة الجسم وتسهل انتشار هذه العصيات ، ثم إن تطبيق الوسائل الحديثة المستخدمة في التشخيص وبخاصة في المستشفيات ( القثطرة، البزل ، عملیات نقل الدم ، التنظير) تسهل دخول هذه الجراثيم ولا سيما اذا كانت الأدوات المستعملة غير معقمة بشكل جيد .

وقد تبين أن الزائفة الزنجارية مسؤولة عن نحو 10% من مجموع أخماج المشافي ونحو  30% من مجموع الأخماج في المراكز المتخصصة بالحروق أو السرطانات .

يمكن لهذه الجراثيم أن تصيب أي نسيج أو عضو في الجسم وتحدث الآفات الموضعية نتيجة لنفاذ الجرثوم عبر الجلد ، فتلوث الجروح بهذه الجراثيم سيؤدي الى تقيحها ويكون لون القيح أزرق أو أزرق مخضر، وبخاصة ما نشاهد مثل هذه الاصابات عند المصابين بالحروق أو الجروح الواسعة ، أو تالية للعمل الجراحي . كما أن هذه الجراثيم تسبب التهاب الاذن الداخلية والخارجية ، والتهاب السحايا إنتانات بولية تناسلية ، التهاب الرئتين ، كما يمكن أن تسبب التهاب شغاف القلب والتهاب المعدة والأمعاء . كما تصيب القرنية و قد يؤدي ذلك إلى العمى.

وتستطيع هذه الجراثيم أن تنتشر من الخمج الموضعي عن طريق الدم مؤدية الى انتان دموی ولا سيما عند الولدان وتصل نسبة الوفيات عند حدوث إنتان دم إلى 80%  .

وفي ذات الرئة الناتجة عن الزائفة الزنجارية يظهر زراق مترق Progressive Cyanosis ومعدل الوفيات مرتفع ، ويبدو أن دفاع الجسم الرئيسي ضد أخماج هذه الجراثيم هو عملية البلعمة لذلك عند المرضى المصابين بابیضاض الدم يصل معدل الوفيات الى حده الاعظم بسبب الانخفاض الشديد بعدد الكريات البيضاء.

علاج الانتانات الناجمة عن عصيات القيح الازرق


تعد عصيات القيح الازرق من الجراثيم المقاومة لمعظم الصادات تقريبا ولذلك يفضل دائما قبل البدء بالمعالجة إجراء اختبار التحسس للجرثوم المعزول على الصادات

إن غالبية ذراري هذه الجراثيم تتأثر بالصادات من زمرة الامينوغليكوز مثل الامیکاسین Amikacin . الجنتاميسين ، التوبراميسين ، كما أن 75% من الذراري حساسة على Piperacillin بالمشاركة مع مثبطات البيتالاكتاماز

كما ثبتت فعالية سيفالوسبورينات الجيل الثالث والرابع في معالجة هذه الجراثيم كالسيفتازيدین Ceftazidim و Cefepim  ومن الصادات الفعالة أيضا مركبات الكاربابينيم  Carbapeneme وكذلك مرکبات الفلوروکینولون Fluoroquinolones

وتعد اللقاحات خطوة فعالة في معالجة أخماج الزائفة الزنجارية وبخاصة عند المصابين بالحروق الشديدة أو قبل المداخلات الجراحية وبخاصة العينية ، ونتيجة لهذه اللقاحات انخفضت نسبة الوفيات عند المصابين بالحروق من 15% الى 3% . وتهيأ هذه اللقاحات باستخدام مستحلب من الجراثيم المقتولة بالحرارة أو الفورمول أو باستخدام بعض الخلاصات المستضدية كالجزء الشحمي السكري ( Lps ).

الوقاية من الانتانات الناجمة عن عصيات القيح الازرق


إن الزائفة الزنجارية نادرا ما تصيب الأشخاص الأسوياء ، وان اصابتها غالبا ما تشاهد في المشافي ومن العوامل التي تعزز انتشار هذه الجراثيم هو الاخفاق في ايجاد طرق كافية للقضاء عليها ، ولذلك كان لا بد من المراقبة الدائمة وبخاصة في المشافي والتحري المستمر عنها وتعيين مصدر الخمج ومنع انتشاره ، كما أن تنميط السلالات المعزولة له أهميته في تحديد مصدر الخمج.

ومن أهم التوصيات للوقاية من هذه الجراثيم في غسل الأيدي بالمطهرات وبخاصة للعاملين في المشافي أو استعمال القفازات لمرة واحدة ، والحد من مصادر الرطوبة لأن هذه الجراثيم يمكن قتلها بالتجفيف وتطهير المغاسل ، واستعمال ادوات التقصي المؤ کد تعقيمها ، وعزل المرضى المصابين بها ، وبما أن هذه الجراثيم توجد في الخضار الطازجة لذلك ينصح بتخفيض كمية الخضار في غذاء المرضى المصابين بالأورام . كما يفضل عدم تقديم الورود والازهار لهؤلاء المرضى بسبب وجود مثل هذه الجراثيم فيها .



عن الكاتب

المحرر

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

قاموس الأمراض و التحاليل المخبرية