جميع الكائنات الحية الدقيقة تحتوي على مجموعة متنوعة من المستضدات المختلفة التي عادة ما تتركب بشكل رئيسي من البروتين أو الكربوهيدرات في الطبيعة.
وهذه المستضدات قد تكون أحد مكونات جدار الخلية الجرثومية ، أو المحفظة المحيطة بالجرثوم ، أو انزيمات داخل و خارج الخلية. في جسم الإنسان ، يتم التعرف على هذه المستضدات على أنها مواد غريبة عن طريق الجهاز المناعي ، والذي يستجيب عن طريق إنتاج جزيئات بروتينية معينة تسمى الأجسام المضادة (الاضداد Antibodies ). ترتبط الأجسام المضادة بشكل نوعي و محدد مع المستضد الذي حرض على إنتاجها.
و الطرق التي تستخدام الأجسام المضادة للكشف عن وجود مستضد جرثومي معين تسمى الطرق المناعية أو المقايسات المناعية immunoassays. تعتمد حساسية المقايسات المناعية على جودة تحضير الجسم المضاد.
في الفترات الاولى من مراحل تطور تقنية المقايسات المناعية ، كان تحضير الأجسام المضادة ليس نقيا بما يكفي لتتفاعل فقط مع مستضد معين (المعروف باسم محدد المستضد) على الكائنات الحية الدقيقة المستهدفه بشكل محدد. وكانت النتيجة في كثير من الأحيان رد فعل إيجابي كاذب ،نتيجة وجود كائنات حية دقيقة بخلاف تلك التي يجري اختبارها تشترك معها في محدد مستضد.
ونتيجة التطور في علم المناعة ،أصبح انتاج نوع أكثر تحديدا من الأجسام المضادة و التي تعرف بالأجسام المضادة أحادية النسيلة monoclonal antibody ممكنا و بكميات كبيرة.
على عكس الأجسام المضادة متعددة النسيلة التي استخدمت فيما سبق ، تتفاعل الأجسام المضادة وحيدة النسيلة مع المحددات الموجودة على المستضدات بشكل نوعي والتي تنفرد بها الكائنات الحية الدقيقة و لا يشاركها بها اي كائن دقيق اخر.
ونتيجة لذلك ،تم التقليل من التفاعلات التي تعطي إيجابية كاذبة إلى حد كبير ويمكن الآن إجراء مجموعة واسعة من اختبارات الكشف عن المستضدات في مختبر الأحياء الدقيقة السريرية.
وتتوفر العديد من طرق المقايسات المناعية ، لكن هناك ثلاثة أنواع رئيسية شائعة الاستخدام:
- الفلورة المناعية immunofluorescence
- طريقة تراص اللاتكس latex agglutination
- المقايسات المناعية الانزيمية enzyme immunoassay.
حيث يتم بشكل عام في هذه المقايسات المناعية ،تمييز (إرفاق أو وسم) الأجسام المضادة وحيدة النسيلة بـجزيء "واسم marker" هدفه كشف حدوث تفاعل الضد-مستضد.
الفلورة المناعية أو التألق المناعي Immunofluorescence
في فحوصات التألق المناعي أو الفلورة المناعية ، يتم وسم الأجسام المضادة بصبغة متفلورة تسمى الفلوريسين fluorescein.
عندما تتحد الأجسام المضادة مع المستضد المحدد في المستحضر ، ينتج تألقا يمكن مشاهدته بواسطة مجهر فلورة (fluorescence microscope ) مزود بإضاءة من الأشعة فوق البنفسجية ومرشحات أو فلاترخاصة.
يتم إجراء الاختبار عن طريق وضع لطاخة من العينة السريرية على شريحة مجهر زجاجية (سلايد) ومن ثم تثبيتها بواسطة كاشف مناسب. وللفلورة المناعية طريقتان الاولى مباشرة و الثانية غير مباشرة كما هو موضح فيمايلي.
الفلورة المباشرة direct fluorescent antibody (DFA)
يتم تطبيق الأجسام المضادة الموسومة بالفلورسين مباشرة على شريحة العينة السريرية ، ومن ثم يتم حضنها وغسلها ومشاهدتها تحت مجهر التألق.
و النتيجة الايجابية للاختبار تتم من خلال مشاهدة وجود مضان زاهي.
اختبار الأجسام المضادة الفلورية غير المباشرة indirect fluorescent antibody (IFA)
هناك حاجة إلى تحضير نوعين من الأجسام المضادة. الأول ، والذي لا يتم وضع علامة عليه بصبغة الفلورسنت ، يحتوي على أجسام مضادة ضد الجرثوم او الكائن الدقيق المراد كشفه او التحري عن وجوده في العينة السريرية.
إذا كان المستضد موجودا في العينة ، يحدث تفاعل بين الجسم المضاد (الضد) و المستضد. للكشف عن هذا التفاعل ،وبعد مرحلة من الغسيل للعينة يتم اضافة الجسم المضاد الثاني ، و الذي تم وسمه أو ربطه بالفلورسين ،على المحضر.
ويتم تحضيرالجسم المضاد الثاني (الموسوم) بهدف التفاعل مع الجسم المضاد الاول الغير موسوم. مرة أخرى ، يشار إلى النتيجة الإيجابية من خلال مشاهدة ومضان أو تألق تحت المجهر.
تستخدم اختبارات الأجسام المضادة بطريقة الفلورة المناعية على نطاق واسع لتشخيص الالتهابات التي تسببها مجموعة متنوعة من
العوامل الجرثومية بما في ذلك البكتيريا والفيروسات والأوالي protozoa.