قاموس الأمراض و التحاليل المخبرية قاموس الأمراض و التحاليل المخبرية
recent

جديد المقالات

recent
اللطاخة الدموية
جاري التحميل ...

الإفرنجي Syphilis

الإفرنجي Syphilis
سجل أول وصف واضح لداء الافرنجي أو السفلس Syphilis في نهاية القرن الخامس عشر (عام 1494) أثناء الحرب الايطالية عندما حدثت جائحة أدت إلى وفاة الكثير من الأشخاص.

وظهور هذا النوع من المرض آنذاك أدى إلى الاعتقاد أنه دخل أوروبا على إثر رحلة كريستوف كولومبوس و اكتشافه القارة الامريكية بعد انتقال العدوى إلى بحارته من الهنود الحمر في العالم الجديد أمريكا.

لكن المؤرخين يختلفون في ذلك و يعدون أن هنالك إشارات لداء الافرنجي في كتابات كثيرة سابقة منذ عهد أبقراط و قد عرفت طريقة انتقال العدوى بالاتصال الجنسي منذ أيام هذه الجائحة و قد وصفت فيها أيضا أدواره الثلاثة أما المضاعفات القلبية و الوعائية و العصبية فقد عرفت في القرنين الثامن عشر و التاسع عشر.

  اللولبية الشاحبة treponema pallidum


العامل المسبب لمرض الافرنجي هو اللولبية الشاحبة treponema pallidum  التي تم اكتشافها منذ أكثر من مئة عام.يتراوح قطرها بين 0.1- 0.5 ميكرون و يتراوح طولها بين 5-15 ميكرون و لاترى إلا بواسطة مجهر ذي قعر مظلم وذلك من العينات المرضية المأخوذة آنيا, وتبدو هذه الجراثيم بشكل ملتويات حلزونية وهي متحركة و تتصف بثلاث حركات متميزة حركة دوارنية حول ذاتها و حركة التوائية أو منحنية بالنسبة لمحورها الطولي و حركة انتقالية ذهابا و إيابا في موضعها.

 ويعتبر الانسان المضيف الطبيعي الوحيد لهذه الجراثيم وهي ذات حيوية ضعيفة خارج جسم الانسان بينما تقاوم جيدا داخل العضوية.
وهي تموت سريعا بالجفاف والهواء و الحرارة و الضوء و المطهرات العادية وهي تموت خلال 30 دقيقة بدرجة حرارة 42 خارج جسم الانسان. كما تموت بسرعة بوجود أملاح الزرنيخ و الزئبق و البزموت و البنسلين بتراكيز ضئيلة وهذا مايفسر فعالية هذه المواد في معالجة الافرنجي.

طرق انتقال عدوى مرض الافرنجي


القسم الاكبر من حالات العدوى تنتقل عن طريق الجماع الجنسي بسبب أن الاصابة البدئية تتوضع في الاعضاء التناسلية و الشرج بنسبة 99% و تشكل النساء المصابات المستودع الاكثر خطورة لهذه اللولبيات حيث تتوضع التهابات الدورين الاول و الثاني في المهبل والرحم و التي تكون غير ملحوظة, ويمكن أن تتوضع اللولبيات في الفم حيث تنتقل عن طريق التقبيل , وأكثر الاصابات ملاحظة هي عند الشباب و مثليي الجنس (اللواطيين) ,وإن نسبة انتقال الاصابة من شخص مصاب إلى شخص سليم نتيجة الاتصال الجنسي لا تتجاوز 1/10 مما يدل على أن العدوى بهذا المرض نسبيا غير مرتفعة.

أما الاصابات التي تتم عبر الطريق الغير جنسي فغالبا ما تحدث للأطباء أثناء الفحص الطبي للمرضى المصابين بداء الافرنجي, أو أثناء نقل دم مصاب.

الافرنجي و مراحله


الافرنجي Syphilis يعتبر من أهم الامراض المنتقلة عن طريق الجنس وهو داء يصيب الاوعية الدموية و المناطق المحيطة بهذه الاوعية, فبعد غزو هذه الجراثيم للعضوية فاهنا تتكاثر مكان دخولها ثم تنتشر بشكل واسع سواء عن طريق الاوعية الدموية أو الاوعية اللمفية لتصل إلى جهاز الدوران قبل ظهور أية أعراض سريرية, وهذه الفترة التي ندعوها بفترة الحضانة تكون صامتة و تمتد من اسبوع حتى أربعة أسابيع و بعدها يتطور المرض بثلاث مراحل أو أدور:

الإفرنجي الأولي: 

يستمر ٦ -٨ أسابيع. ويميز فيه بين مرحلتين:
سلبي التفاعلات المصلية خلال الأشهر الثلاثة الأولى وإيجابي التفاعلات المصلية بعد ذلك. بعد هذا الدور قد يصبح الإفرنجي كامنًا ويسمى الإ فرنجي الكامن ولكن في الغالب يمر إلى الدورالثاني.

الإفرنجي الثانوي

 يقسم إلى دورين: إفرنجي ثانوي باكر عندما تظهر الاندفاعات للمرة الأولى، ويستمر ٢-٣ أشهر،وإفرنجي ثانوي ناكس عندما تعود الاندفاعات للظهور مرة أخرى وتفصل بين الدورين الباكر والناكس فترة كمون تمتد من أشهر إلى سنوات يسمى خلالها الإفرنجي الثانوي الكامن.ويستمر الإفرنجي الثانوي إجمالا من ٢ -٥ سنوات ينكس خلالها عدة مرات.

الإفرنجي الثالثي

 يظهر بعد مدة لا تقل عن ٣ -٥ سنوات من بدء الإصابة.
بالإضافة إلى ذلك هناك الإفرنجي الحشوي  الإفرنجي العصبي  الإفرنجي الولادي.

التفاعلات المصلية للكشف عن الافرنجي

اختبار VDRL

 وهي تقوم على تحري أضداد اللولبيات في المصل، ويعتمد منها اختبار VDRL الذي يقوم على المبدأ التالي:
يوضع المصل المراد فحصه بتماس مع مستضدات (كارديوليبين كوليسترول ليستين) وهي مستضدات مشابهة لتلك التي تملكها اللولبيات، فإذا كان الشخص مصابًا يحدث تفاعل بين أضداد اللولبيات في مصله مع هذه المستضدات ويؤدي ذلك إلى ترسب نستطيع مشاهدته على صفائح زجاجية.

يجري الاختبار بتمديدات تتراوح بين (1/2,1/4,1/8,....1/320 ) وتكون قراءة التفاعل حسب التمديد الأقصى الذي أعطى إيجابية 

يفيد اختبار VDRL في الأغراض المسحية على العاملين في حقل التغذية ودور الحضانة والمتبرعين بالدم و في تقدير فعالية المعالجة.
إلا أن نتائج VDRL قد تكون إيجابية بشكل كاذب عند بعض المرضى  مثل: المصابين بالملاريا  التيفية  الجذام  البروسيلا  الأورام الخبيثة  أمراض الكبد وعند الكحوليين.

 اختبار تثبيت اللولبيات الشاحبة  Trepomema Pallidum Immobilization TPI

وهي أكثر الاختبارات نوعية  وحساسية ومبدأ الاختبار أن اللولبيات النشيطة الحركة عادة تتثبت حركتها بوجود أضداد قادرة على تثبيت هذه الحركة، إلا أن هذه الأضداد لا تظهر في مصل المريض إلا في وقت متأخر نسبيًا، لذلك لا يفيد الاختبار في الكشف المبكر للإفرنجي إلا أنه يؤكد التشخيص وتتم قراءته على الشكل التالي:
  • سلبي  إذا تثبتت حركة 20 % من اللولبيات فقط
  • ضعيف الإيجابية إذا تثبتت حركة 21-50%  من اللولبيات
  • إيجابي إذا تثبتت حركة 50-100% من اللولبيات

اختبار تراص الكريات الحمراء المنفعل  Treponemal Pallidum Hemagglutination Assay TPHA

مبدأ التفاعل: توضع الكريات الحمر لدم الخروف بتماس مع اللولبيات الشاحبة المجزأة بالأمواج فوق الصوتية فتصبح محملة بالمستضدات ثم توضع في مصل الاختبار فتتفاعل مع الأضداد اللولبية مما يؤدي إلى التحوصب وترسب حبيبات صغيرة على صفيحة الاختبار.

تفاعل التألق المناعي اللامباشر Fluorescent Treponemal Antibody  FTA

مبدأ التفاعل: توضع اللولبيات الشاحبة بتماس مع مصل الشخص المراد فحصه، ثم يضاف إليه أجسام ضدية موسومة وموجهة نحو الغلوبولينات البشرية، فإذا كان الشخص مريضًا تتحد اللولبيات مع الأضداد الموجودة في مصله وهذه الأخيرة تتحد بدورها مع الأضداد الموجهة إليها والموسومة فيحصل لدينا:
                                            لولبية +أجسام ضدية للولبية +أجسام ضدية موسومة
وهذا معقد يمكن رؤيته بالومضان فتبدو اللولبية بلون أصفر مخضر هذا الاختبار شديد الحساسية ويمكن به كشف الإصابة الإفرنجية باكرًا جدًا.

علاج الافرنجي

مايزال البنسلين العلاج المفضل للإفرنجي في أدواره المختلفة، وهناك عدة بروتوكولات لمعالجته:

علاج الإفرنجي الأولي والثانوي

 

 يعطى البنسلين G بمقدار ٢,٤ مليون وحدة، زرقة عضلية في  الأسبوع ولمدة أسبوعين.

علاج الإفرنجي الثالثي والإفرنجي العصبي

 

تعطى نفس الجرعة السابقة أسبوعيا ولمدة ثلاثة أسابيع.
وهناك طريقة أخرى تقوم على إعطاء مليون وحدة من البنسلين G يوميًا لمدة ١٥ يومًا في الإفرنجي  الأولي والثانوي، ثم تدعم المعالجة بزرقة من بنسلين مقدارها ٢،١ مليون وحدة كل أسبوع لمدة شهرين.
في حال التحسس للبنسلين يمكن إعطاء الاريترومايسين أو التتراسكلين بمقدار ٢غ/يوم موزعة على ٤ جرعات لمدة شهر.

أما الوقاية من الافرنجي فليس هنالك أي لقاح أو معالجة مصلية, وتكون بالابتعاد عن العلاقات الجنسية المشبوهة و التحري عن الاصابات عند الاشخاص المشبوهين و القضاء على مصدر العدوى بمعالجة المصابين بهذا الداء , والتأكد من شفائهم بإجراء التفاعلات المصلية بصورة دائمة و متكررة.

عن الكاتب

المحرر

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

قاموس الأمراض و التحاليل المخبرية