يعتبر فحص المرأة الحامل بالموجات الصوتية بهدف فحص الجنين داخل الرحم ( فحص السونار للمرأة الحامل) من أهم الفحوص الدورية التي تجرى للمرأة أثناء فترة الحمل،حيث يساعد في تقييم نمو وسلامة الجنين ومتابعة أحداث تطور الحمل ، كما يستخدم هذا الفحص أحيانا لاكتشاف بعض الحالات المرضية والتشوهات الخلقية التي تصاب بها الأجنة.
توصلت دراسة حديثة إلى أن تصوير جميع الأجنة بالأمواج فوق الصوتية (تخطيط الصدى) بهدف التحري عن الوضعية المقعدية للطفل قد يساعد على الحفاظ على حياة مئات الأطفال حول العالم سنوياً.
والوضعية المقعدية breech birth هي الوضعية التي تكون مؤخرة الطفل فيها نحو الأسفل ورأسه نحو الأعلى، في حين أن الوضعية الطبيعية للولادة تكون على العكس من ذلك. وتُسبب الوضعية المقعدية تعقيدات في الولادة، وقد تستدعي إجراء عملية قيصرية، وقد تُفضي إلى وفاة الطفل، لذا من الأفضل اكتشاف ذلك قبل بدء الولادة، والعمل على تصحيح وضعية الطفل أو الاستعداد لتوليده بهذا الوضع.
اشترك في الدراسة أكثر من 4 آلاف سيدة حامل بريطانية، وجرى تصوير حملهن بالأمواج فوق الصوتية بعمر 36 أسبوعاً (أي أنهنّ كن على وشك الولادة). وجد الباحثون أن الوضعية المقعدية كانت موجودة لدى حوالي 4.6% من المشاركات في الدراسة، وأن نصفهن فقط كُن يعلمن بذلك من قبل.
وتعني نتائج هذه الدراسة بأن حوالي نصف حالات الولادة المقعدية لا تُكتشف إلا عند الولادة، دون أن يتمكن فريق الرعاية الطبية اكتشاف ذلك في أثناء الحمل إليها، وهو ما يُعرض حياة الطفل وأمه للخطر.
وبحسب الباحثين، فإن تصوير جميع حالات الحمل بالأمواج فوق الصوتية في الأسبوع الأخير من الحمل قد يساعد على إنقاذ أرواح 7 أو 8 أطفال سنوياً في المملكة المتحدة وحدها، ومئات الأطفال حول العالم، وهو إجراء غير مكلف ومتاح بسهولة في معظم المراكز الطبية.
جرى نشر نتائج الدراسة مؤخراً في مجلة PLOS Medicine.
المصدر: خدمات الصحة الوطنية البريطانية NHS