ما هو اللاكتوز(سكر الحليب)
اللاكتوز هو نوع من السكر الموجود في حليب الثدييات مثل الأبقار والماعز وكذلك في حليب الثدي البشري. كما أنه مكون في منتجات الألبان الأخرى مثل الجبن واللبن الرائب والآيس كريم والزبدة. يمكن للأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز (حساسية اللاكتوز) أن يصابوا بأعراض البطن في غضون 30 دقيقة إلى ساعتين من استهلاك منتجات الألبان. تعتمد شدة الأعراض على نوع وكمية منتجات الألبان المستهلكة وغالباً ما تختلف من شخص لآخر ، وتتغير مع مرور الزمن.عدم تحمل اللاكتوز : أنزيم اللاكتاز lactase
تبدأ عملية الهضم هذه بواسطة أنزيم اللاكتاز(lactase) ، وهو إنزيم تنتجه خلايا تبطن جدار الأمعاء الدقيقة. فإذا كان الفرد لا ينتج كمية كافية من اللاكتاز ، فإن سكر اللاكتوز غير المهضوم يمر عبر الأمعاء الدقيقة إلى الأمعاء الغليظة ، حيث تقوم البكتيريا بتقويض اللاكتوز ، وتنتج غاز الهيدروجين الزائد وحمض اللبن (lactic acid) ، الذي يثبط امتصاص الملح والماء. مما يؤدي إلى الإسهال والتشنجات البطنية.
يبدأ إنتاج إنزيم اللاكتاز عند الجنين أثناء الحمل ويصل إلى الذروة بالقرب من الولادة. حيث يستطيع جميع الأطفال تقريبًا هضم الحليب ، على الرغم من أن الرضع الخدج قد يكون لديهم في البداية درجة من عدم التحمل للاكتوز. ويعكس إنتاج اللاكتاز العادي استهلاك الرضيع من الحليب كمصدر رئيسي للتغذية. ينخفض مستوى اللاكتاز بعد العامين الأولين ويستمر في التراجع مع تقدم العمر.
ومع ذلك ، فإن حوالي 35٪ من البالغين في العالم يستمرون في إنتاج أنزيم اللاكتاز طوال مرحلة البلوغ وبالتالي يكونوا قادرين على هضم اللاكتوز بدون أعراض أو بأعراض خفيفة بالحد الأدنى. هذا هو المعروف باسم استمرار اللاكتاز (LP) وله علاقة بالأعراق. فلدى سكان أوروبا الشمالية أعلى معدل لإستمرار اللاكتاز ، وبالتالي الحد الأدنى من حالات عدم تحمل اللاكتوز ، في حين أن الآسيويين والأمريكيين الأصليين لديهم أعلى نسبة من عدم تحمل اللاكتوز عند البالغين.
أشكال عدم تحمل اللاكتوز
بالإضافة إلى الانخفاض الطبيعي في إنتاج أنزيم اللاكتاز مع تقدم العمر ، يمكن لمجموعة متنوعة من الأمراض والظروف الاخرى أن تتسبب كنتيجة عنها حالة من عدم تحمل اللاكتوز, فقد يؤدي تلف الأمعاء الدقيقة و سوء الامتصاص العام إلى عدم القدرة على امتصاص اللاكتوز بشكل صحيح.
يمكن أن تؤدي الاضطرابات الهضمية ، والعلاج الإشعاعي ، والعلاج الكيميائي ، وأمراض الأمعاء الالتهابية (IBS) ، والالتهابات التي تسببها الطفيليات أو فرط نمو البكتيريا إلى انخفاض هضم اللاكتوز.
لدى بعض الأفراد ، تتحرك محتويات المعدة بسرعة أكبر من المعتاد من خلال الأمعاء الدقيقة. هم أيضا قد يعانون من عدم تحمل اللاكتوز بسبب عدم كفاية الوقت لحدوث هضم اللاكتوز.
يمكن تقسيم نقص أنزيم اللاكتاز إلى ثلاثة متلازمات سريرية:
يمكن تقسيم نقص أنزيم اللاكتاز إلى ثلاثة متلازمات سريرية:
- نقص اللاكتاز الخلقي (alactasia) .
- نقص اللاكتاز الأساسي عند البالغين (hypolactasia) .
- نقص اللاكتاز الثانوي.
اعراض عدم تحمل اللاكتوز
عادة ما تبدأ علامات وأعراض عدم تحمل اللاكتوز بعد 30 دقيقة إلى ساعتين من تناول أطعمة أو مشروبات تحتوي على اللاكتوز. وتتضمن الأعراض والعلامات الشائعة ما يلي:
- الإسهال
- الغثيان وأحيانا إقياء
- تشنجات وألم في البطن
- زيادة الغازات في البطن وانتفاخه
يختلف نوع وشدة الأعراض باختلاف الفرد وكمية ونوع منتجات الألبان المستهلكة. كثير من الناس الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز يمكن أن تستهلك كميات صغيرة من منتجات الألبان مع قليل من الأعراض.
ولا ينبغي الخلط بين عدم تحمل اللاكتوز مع الحساسية من حليب البقر. تتضمن حساسية الحليب رد فعل من قبل جهاز المناعة وتوجه ضد بروتين في الحليب ، وليس السكر. على الرغم من أن بعض الأعراض قد تكون متشابهة ، إلا أن الشخص المصاب بحساسية الحليب يمكن أن يكون له رد فعل خفيف إلى حاد أو حتى مهدد للحياة في غضون دقائق إلى ساعات بعد تناول الحليب. بالإضافة إلى الأعراض الهضمية ، قد يعاني الأشخاص المصابون بحساسية الحليب من طنين و أزيز.
يعتبر عدم تحمل اللاكتوز أكثر شيوعًا لدى البالغين منه لدى الأطفال. تعتبر حساسية الحليب شائعة عند الأطفال الصغار .
عدم تحمل اللاكتوز : التشخيص
ربما يشتبه الطبيب في عدم تحمل اللاكتوز وفقًا للأعراض و القصة المرضية ومدى استجابة الشخص للتقليل من كمية منتجات الألبان التي يستهلكها. ويمكن للطبيب إجراء واحد أو أكثر من الاختبارات التالية:
1- اختبار تحمل اللاكتوز على الدم .
يُجرى أحيانًا للمساعدة في تشخيص عدم تحمل اللاكتوز ؛ يتم جمع عينات الدم واختبارها للغلوكوز في فترات زمنية محددة بعد إعطاء جرعة فموية قياسية من اللاكتوز. إذا لم ترتفع مستويات الغلوكوز ، فإن هذا الأمر يُشير إلى عدم قيام الجسم بهضم وامتصاص المشروب الغني باللاكتوز على النحو الصحيح مما يرجح اصابة الشخص بعدم تحمل اللاكتوز.نادرا ما يتم هذا عمل هذا الاختبار في الممارسة السريرية.
2- اختبار التنفس الهيدروجين
و هو الاختبار الأكثر موثوقية لتشخيص عدم تحمل اللاكتوز. تؤخذ عينات التنفس قبل الفترات الزمنية وبعدها يشرب المريض سوائل تحتوي على كمية قياسية من اللاكتوز. في حالة اصابة الشخص بعدم تحمل اللاكتوز ، يتم تقويض اللاكتوز غير المهضوم من قبل البكتيريا في الأمعاء الغليظة ، مما يؤدي إلى زيادة في إنتاج غاز الهيدروجين, حيث يدخل الهيدروجين إلى الدورة الدموية وفي النهاية تنفثه الرئتان.
وبالتالي فإن ايجابية اختبار التنفس (الهيدروجين) وبالتالي وجود عدم تحمل لسكر اللاكتوز تكون كمايلي :
- في حالة زيادة إفراز H2 بعد إعطاء اللاكتوز
- إذا حدثت الأعراض التالية في غضون 8 ساعات بعد إعطاء اللاكتوز:إسهال مائي ,زحير, انتفاخ البطن
3-اختبار حموضة البراز
يتم إجراؤه في بعض الأحيان على الرضع أو الأطفال الذين لا يمكنهم الخضوع لأنواع أخرى من الاختبارات ؛ البراز يمكن أن يكون حامضي مع عدم تحمل اللاكتوز.
عدم تحمل اللاكتوز : العلاج
لا يمكن الوقاية من عدم تحمل اللاكتوز أو "الشفاء" ولكن يمكن إدارته. يمكن لمعظم الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز تحمل كميات صغيرة من منتجات الألبان و تجنب أعراض عدم التحمل بواسطة بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها مثلا:
- تناول كميات صغيرة من منتجات الألبان على مدار اليوم.
- تناول منتجات الألبان مع الأطعمة الأخرى لإبطاء مرورها عبر الأمعاء.
- تناول منتجات الألبان التي تحتوي على مستويات أقل من اللاكتوز ، مثل الزبادي والأجبان الصلبة.
- شرب وأكل الحليب منخفض اللبن ومنتجات الألبان الأخرى.
- تتوفر الحبوب والسوائل التي تحتوي على إنزيم اللاكتاز ويمكن تناولها قبل أو مع وجبات الطعام للمساعدة في هضم أي لاكتوز موجود وتجنب الأعراض.
- حليب البقر البديل مع حليب الصويا أو الأرز ، الذي لا يحتوي على اللاكتوز.
- لا يعني التقليل من تناول منتجات الألبان أن الشخص قد لا يحصل على ما يكفي من الكالسيوم. حيث يمكن الحصول على الكالسيوم من مصادر أخرى إلى جانب منتجات الألبان ، مثل السبانخ ، والقرنبيط ،و البروكلي, وسمك السلمون، والسردين ، والفاصوليا المجففة.