الأمراض القلبية الولادية Congenital heart diseases

تعد الأمراض القلبية الولادية Congenital heart diseases الأكثر شيوعا ويقصد بها الأمراض التي تحدث خلال المرحلة الجنينية، والتي يمكن كشفها بعد الولادة، وتصل نسبة هذه الأمراض إلى 1% من المواليد في بعض المجتمعات، وتتمثل هذه الأمراض بحدوث تشوهات في الحواجز الفاصلة بين حجرات القلب الأربعة، أو في الصمامات القلبية، أو حتى الأوعية الدموية الكبيرة المتصلة بالقلب، ومع أن سبب هذه التشوهات غير معروف بشكل دقيق، إلا أن هناك مجموعة من العوامل يمكن أن تلعب دورا في إحداثها، وأهم تلك العوامل:

1- العوامل الوراثية

 حيث لوحظ ازدياد نسبة حدوث أمراض القلب الولادية عند وجود شخص آخر مصاب بالعائلة، فإن كان الطفل الأول مصاب يرتفع احتمال إصابة الطفل الثاني من 1% إلى 6٪، وعند وجود طفلين مصابين يرتفع احتمال إصابة الطفل الثالث إلى 30%

2- إصابة الأم ببعض الأمراض الخمجية أثناء الحمل

ومن أكثر تلك الأمراض شيوعا الحصبة الألمانية - الروبيلا (Rubella) - الذي يظهر عند الأم بارتفاع حراري وزكام خفيف وطفح جلدي خفيف، وقد ينتقل فيروس الروبيلا من الأم للجنين عبر المشيمة، ويسبب آفة قلب ولادية بالإضافة إلى إصابات أخرى عينية وعصبية وسمعية، وتكون الإصابة أشد وأكثر خطورة كلما حدثت باكرا أثناء الحمل.

3- تناول الأم أثناء الحمل لبعض الأدوية بدون مراقبة

 حيث لوحظ أن بعض الأدوية يمكن أن تسبب تشوهات قلبية فيما لو أخذت أثناء الحمل ومن هذه الأدوية الفينتوئين (Phenetoin) المستخدم لعلاج الإختلاجات، ودواء الليثيوم (Lithium) المستخدم كمهدیء نفسي

4- مرضى التشوهات الصبغية

حيث أنه من المعلوم أن خلايا الإنسان تحتوي على ۲۳ زوج من الصبغيات توجد داخل نواة الخلية، وأن أي خلل في تركيب تلك الصبغيات أو عددها يؤدي إلى تشوهات مختلفة لدى الإنسان، ومن ضمنها تشوهات قلبية منها على سبيل المثال متلازمة داون أو مرض المنغولية (تثلث الصبغي ۲۱)، وتحدث تشوهات في شكل العينين والأذنيين، كبر حجم اللسان، تشوهات بالأصابع، تدني مستوى الذكاء ويترافق هذا المرض مع نسبة عالية من التشوهات القلبية الولادية وخاصة نقص تكون الحاجز الذي يفصل بين البطين الأيمن والبطين الأيسر.